×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْمُشْرِكِينَ» ([1]) وقوله: «فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآْخِرَةِ» ([2]). مثل قول أحمد: ما أحب لأحد إلاَّ أن يغير الشيب ولا يتشبّه بأهل الكتاب، وقال لبعض أصحابه: أحب لك أن تخضب ولا تشبّه باليهود، وكره حلق القَفا. وقال: هو من فعل المجوس، وقال: ومن تشبّه بقوم فهو منهم. وقال: أكـره النعل الصَّرار، وهو من زي العجم. وكره تسمية الشهور بالعجمية، والأشخاص بالأسماء الفارسية، مثل: آذرماه، وقال للذي دعاه: زي المجوس، زي المجوس! ونفض يده في وجهـه، وهذا كثـير في نصوصه لا ينحصر. وقال حرب الكرماني: قلت لأحمد: الرجل يشُدَّ وسطه بحبل ويصلِّي؟ قال: على القباء لا بأس به، وكرهه على القميص، وذهب إلى أنه من زي اليهود، فذكرت له السفر، وأنا نشدّ ذلك على أوساطنا، فرخّص فيه قليلاً، وأما الـمِنْطَقة والعمامة ونحو ذلك فلم يكرهه، إنما كره الخيط، وقال: هو أشنع. قلت: وكذلك كره أصحابه أن يَشُدَّ وسطه على الوجه الذي يشبه فعل أهل الكتاب، فأما ما سوى ذلك: فإنه لا يكره في الصلاة على الصحيح المنصوص، بل يؤمر من صلّى في قميص واسع الجيب أن يحتزم، كما جاء في الحديث؛ لئلا يرى عورة نفسه. وقال الفقهاء من أصحاب الإمام أحمد وغيره، منهم: القاضي أبو يعلى، وابن عقيل، والشيخ أبو محمد عبد القادر الجيلي وغيرهم؛ في أصناف


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5892)، ومسلم رقم (259).

([2])أخرجه: البخاري رقم (5633)، ومسلم رقم (2067).