﴿رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]، فقوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ﴾ يعني: ليس بمجرَّد الانتساب فقط، وإنما بالعمل كذلك.وعلى هذا يمكن أن يقال: بأنه لا يكفي أن يقول الإنسان: أنا سلفي، أو: أنا على منهج السابقين الأولين، بدون أن يعرف ما هو منهج السلف ويتعلمه ويطبقه تمامًا؟ فهناك من يدَّعي السلفية وهو لا يعرف منهج السلف، وهناك من يعرف منهج السلف لكنه يغلو فيه، ويخرج عن حدِّه، فهذا ممَّن لم يتَّبع السَّلف الصالح بإحسان، والمطلوب اتباعهم بإحسان، وذلك لا يكون إلاَّ بالعلم والعمل والنية الخالصة. بالعلم: بحيث يعرف منهج السلف ما هو، وبالعمل: بعدم الخروج عنه يمنةً ولا يسرةً، فلا يغلو ولا يجفو، هذا معنى الإحسان. فالله جل وعلا قسّم أهل المدينة إلى قسمين: محمود ومذموم، وقسّم الأعراب إلى قسمين: محمودٍ ومذمومٍ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد