سُئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكرِّر
عليه السؤال، أشار إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال: «لَوْ كَانَ
الإِْيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ، أَوْ رَجُلٌ، مِنْ هَؤُلاَءِ»،
أي: من أهل فارس كما جاء في رواية.
فهذا يدل على: أنَّ الأفضليَّة ليست حكرًا على جنس، وإنما هي فضل الله يؤتيه من يشاء، وأنَّ مجرد العُروبة لا تقتضي الفضل من كل وجه، ولكن إذا اجتمعت العروبة والإيمان، فهذا لا شك أنه أفضل، وأما إذا انفردت العروبة عن الإيمان فلا خير فيها. وكذلك لا يُذم العجم لعجمتهم، وإنما يُذمّون لملَّتهم وما هم عليه، فإذا أسلموا وحَسُن إسلامهم وتعلَّموا زال عنهم هذا الذمّ، وصاروا من خيار الناس، كما حصل لكثير منهم، فقد وُجِدَ في العجم من الأئمة في الحديث والتفسير والفقه واللغة العربية من هو خير من كثير من العرب، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، فالفضل يدور مع الإيمان حيث دار، وأين أنت من البخاري إمام المحدثين وغيره من أئمة الحديث الذين هم من العجم، وهذا الدين وهذا العلم ليس حكرًا على جنس؛ لأنَّ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للعرب والعجم والجن والإنس ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد