وقد روى أحمدُ هذا الحديثَ
في «المسند» ([1]) من حديث
الثَّوري، عن يزيدَ بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث بنِ نوفلٍ، عن المطَّلب بن
أبي وَداعةَ، قال: قال العباس رضي الله عنه: بَلَغَه صلى الله عليه وسلم بعضُ ما
يقولُ الناس، فصَعد المنبرَ، فقال: «من أنا؟»، قالوا: أنت رسول الله، قال: «أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»، ثم قال: «إِنَّ اللَّهَ
خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ
فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ فِرْقَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي
خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ
بَيْتًا وَخَيْرِهِمْ نَفْسًا».
***
وهذا هو المقصود بالسؤال، وهم لم يجيبوا بهذا،
بل قالوا: أنت رسول الله، فالرسول بيَّن ما أخفوه وما جحدوه، وبيَّن أنَّ سلالته
صلى الله عليه وسلم سُلالة طيبة خالصة.
وهذا يقرِّر ما سبق، فلا شكَّ أنَّ بني آدم هم أفضل الخَلْق، قَال َ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا﴾ [الإسراء: 70]. وخير بني آدم من حيث النسب ومن حيث الشرف العَرب، وخير العرب قريش، وخير قريش بنو هاشم، وخير بني هاشم محمد صلى الله عليه وسلم، هكذا تُرجَع الأمور إلى أصلها، ولا يُتناسى شيء من ذلك لعصبية أو لجهلٍ.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3532)، وأحمد رقم (1788).