قوله: «وكان سلمان
الفارسي من أهل أصبهان...» يعني: أنَّ سلمان وعكرمة نالوا السّبق في الأمَّة
بسبب اتباعهم للسابقين الأولين، وإذا قرأت تراجم المحدِّثين والعلماء وجدت الكثرة
الكاثرة من الأعاجم، لماذا؟ لأنهم أخذوا هذا الدِّين واتَّبعوا السابقين الأولين
بإحسان، فنالوا الشرف والمنزلة.
قوله: «فإنَّ آثار
الإسلام كانت بأصبهان أظهر...» أي: لما تمسَّك أهل أصبهان بهذا الدِّين تحولت
بلادهم من بلاد أعجمية إلى بلاد تشبه البلاد العربية أو تسبقها في الفضل.
قوله: «وكان أئمة
السّنة علمًا وفقهًا والعارفون...» يعني: حتى لا يظن أحد أن هذا فيه تنقيص
لغير العرب، ذكر فَضْل من هداه الله، ومن أخذ العلم والعمل الصالح من العجم، وأنَّ
كونهم غير عرب لا يعني تأخرهم عن الفضيلة، إنما يؤخِّرهم عن الفضيلة تأخرهم عن
العمل الصالح، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ
لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» ([1]).
قوله: «وكذلك كل مكان أو شخص من أهل فارس...» هذا توضيح وتبيين لمعنى قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ﴾ [التوبة: 100]، فمن اتبع السّابقين الأولين من المهاجرين والأنصار - لأنهم هم القدوة في العلم والعمل - فإنه ينال رضا الله سبحانه وتعالى لكن الشرط في العمل أن يكون بإحسان وإتقان وعلم ومعرفة وتحقيق، لا مجرد انتساب وادِّعاء.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2699).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد