حَرَّمَ رَبِّيَ
ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ
ٱلۡحَقِّ﴾ [الأعراف: 33] فالبغي مذموم مطلقًا.
قوله: «فإن كان الرجل
من الطائفة الفاضلة...» يعني: أنَّ من يذكر فضل العرب عمومًا، أو فضل قريش، أو
فضل بني هاشم خصوصًا، فإذا كان قصده من هذا البيان كما جاء في كتاب الله وسُنَّة
رسوله من أهلية العرب للفضل، فهذا لا بأس به، أما إذا كان غرضه من ذلك أن يمدح
نفسه ويفتخر، فهذا مذموم؛ لأنَّ هذا معناه الافتخار على الناس والبغي علىهم بغير
حق، والمدار على قصد الإنسان، فإن كان قصده بيان الحق والتمييز بين الجنسين كما
ميَّز الله بينهما، وكان من باب التحدث بنعمة الله، فهذا لا بأس به، فإنَّ النبيَّ
صلى الله عليه وسلم قال: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَلاَ فَخْرَ» ([1]) وهذا من باب التحدث
بنعمة الله، وبيان الحق في ذلك، لا من باب أن يفتخر أو يستطيل على الناس.
قوله: «فرب حبشي أفضل عند الله...» أي: رب أعجمي من الحبشة تقي أفضل من جماعة من قريش فجّار؛ لأنَّ فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص، وهذه قاعدة كررها الشيخ رحمه الله أنه ليس معنى كون العرب أفضل من العجم جنسًا، أنّ أفراد العرب أفضل من أفراد العجم، بل قد يكون في أفراد العجم من هو خير من كثير من العرب، فرُبَّ حبشي يكون أفضل من كثير من العرب، مثل بلال الحبشي رضي الله عنه،
([1])أخرجه: مسلم رقم (2278).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد