×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

قوله: «من تكلم بالعربية فهو عربي...» يعني: أنَّ من تكلَّم باللسان العربي فهو عربي، ولو كان في الأصل أعجميًّا، فالعربية تتكون من ثلاثة أشياء: النسب أو اللغة أو الدار، وقوله: فمن أدرك أبوين في الإسلام - يعني: كان أبوه وأمُّه من العرب - فهو عربي.

قوله: «فهنا إن صحّ هذا الحديث فقد علّقت فيه بمجرد اللسان...» يعني: إذا قلنا: إنَّ العربية تكون بالنسب، فما هو ضابط النسب؟ الضابط أن من كان أبواه عربيين فهو عربي، وهذه زيادة على الصفات السابقة.

قوله: «وقد يحتج بهذا القول أبو حنيفة...»، فعند أبي حنيفة هذا الشرط معتبر في الكفاءة في النكاح؛ لأنَّ مِن شروط النكاح عند بعضهم: الكفاءة في النَّسب، وأبو حنيفة يقول: لا يكون نسيبًا إلاَّ إذا كان أبواه عربيين، أخذًا بهذا الأثر، ولكن هذا الأثر فيه نظر كما سبق. وأما مذهب أبي يوسف صاحب أبي حنيفة: أنَّه يكفي أبٌ واحد، فمن كان أحدُ أبويه عربيًّا فهو عربي. وأما مذهب الشافعي وأحمد: لا عبرة بالأبوين، وإنما يكون عربيًّا إمَّا باللغة وإمَّا بالدَّار.

قوله: «جاء قيس بن حطاطة إلى حلْقة فيها صهيب الرومي وسلمان...» خلاصة هذا الحديث: أنَّ قيسَ بن حُطاطة - وكان منافقًا والعياذ بالله - أراد أن يفرِّق بين المسلمين، كما هي عادة المنافقين، لـمّا رأى الصحابة مجتمعين، وقد كان فيهم سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي، فقال: ما بال هؤلاء الثلاثة،


الشرح