×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 البشارة بقدوم شهر رمضان المبارك 

الحمد لله الذي جعل لعباده مواسم يتقربون إليه فيها بأنواع الطاعات، فيغفر لهم الذنوب ويرفع لهم الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله، حكم فقدر، وشرَّع فيسَّر، ولا يزال يفيض على عباده من أنواع البر والبركات. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أول سابق إلى الخيرات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كانوا يحافظون على طاعة ربهم في جميع الأوقات، ويخصون أوقات الفضائل بمزيد من القربات، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه يجب على المسلم أن يعبد ربه ويطيعه في جميع مدة حياته؛ قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ [الحجر: 99] قال بعض السلف: ليس لعمل المسلم غاية دون الموت. وينبغي له أن يخص مواسم الخير بمزيد اهتمام واجتهاد. وقد جعل الله مواسم للعبادة تضاعف فيها الحسنات أكثر من غيرها. ومن هذه المواسم شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. فيا له من موسم عظيم الشأن، وقد قارب حلوله عليكم ضيفًا مباركًا ووافدًا كريمًا، فاستقبلوه بالغبطة والسرور، واشكروا الله إذا بلغكم إياه، واسألوه أن يعينكم على العمل الصالح فيه، واسألوه القبول؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ببلوغ رمضان، فقد روى الطبراني وغيره عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو «الله» ([1]) ببلوغ


الشرح

([1])  سقط من طبعة دار المعارف.