في الحث على العدل وبيان أنواعه
الحمد لله أمر بالعدل في كتابه المبين، ونهى عن الجور والظلم والعدوان حتى في حق الكافرين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه رحمة للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على نهجه وتمسكوا بسنته، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله أمر بالعدل عمومًا وأخبر أنه يحب أهله؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ﴾ [النحل: 90]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [المائدة: 42]، والعدل هو القصد في الأمور، والعدالة صفة توجب الاحتراز عما يُخلُّ بالمروءة، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا» ([1]). رواه مسلم.
عباد الله: إن مقام العدل في الإسلام عظيم، وثوابه عند الله كبير، والعدل أنواع كثيرة، وكل يجب عليه من العدل بقدر مسؤوليته في هذه الحياة؛ فالإمام يجب عليه العدل في رعيته؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُواْ بِٱلۡعَدۡلِۚ﴾ [النساء: 58]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ...» وذكر منهم: «الإِْمَامُ الْعَادِلُ» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1827).
الصفحة 1 / 538