×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في الأخوّة الدينية

الحمد لله الذي جعل المؤمنين إخوة، وشرع بموجب هذه الأخوة لبعضهم على بعض حقوقا واجبة ومستحبة، ونهى عن كل ما يضعف هذه الأخوة أو يقطعها من الأقوال «والأفعال» ([1])الذميمة، أحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بين ما يجب للمسلم على أخيه المسلم، وأوصى بالتزام ذلك، لما يترتب عليه من مصالح الدنيا والآخرة، صلي الله عليه وعلى آله وأصحابه، الذين ضربوا أروع الأمثلة للأخوة الصادقة، فكانوا كالجسد الواحد، وكالبنيان الواحد يشدّ بعضه بعضًا، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله، وامتثلوا أمر ربكم، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [المائدة: 2]، ويقول تعالى: ﴿وَٱلۡمُؤۡ مِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُم ۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ [التوبة: 71]، ويقول تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ [الحجرات: 10]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»، وشبك بين أصابعه ([2])

من هذه النصوص يا عباد الله: ندرك ما ينبغي أن يكون عليه المسلم نحو أخيه المسلم، إنها أخوّةٌ أعظم من أخوة النسب،


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([2])  أخرجه: البخاري رقم (467)، ومسلم رقم (2585).