عقوبات المعاصي
الحمد لله رب
العالمين حذر من الذنوب والمعاصي، وبين أضرارها ومفاسدها، ليتجنبها العباد، وأرشد
إلى الطاعات وعمل الصالحات، وبين فوائدها وثمراتها؛ ليكثر منها الموفقون، ويتزود
بها المؤمنون ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
أحمده على فضله
وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، حذر من المعاصي، وحث
على التزود من الطاعات، وقال في خطبته: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدِّمُوا
لأَِنْفُسِكُمْ، تَعَلَّمُنَّ وَاَللَّهِ لَيُصْعَقَنَّ أَحَدُكُمْ، ثُمَّ
لَيَدَعَنَّ غَنَمَهُ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ رَبُّهُ،
وَلَيْسَ لَهُ تَرْجُمَانٌ وَلاَ حَاجِبٌ يَحْجُبُهُ دُونَهُ: أَلَمْ يَأْتِكَ
رَسُولِي فَبَلَّغَكَ، وَآتَيْتُكَ مَالاً وَأَفْضَلْتُ عَلَيْكَ؟ فَمَا قَدَّمْتَ
لِنَفْسِكَ؟ فَلَيَنْظُرَنَّ يَمِينًا وَشِمَالاً فَلاَ يَرَى شَيْئًا، ثُمَّ
فَلَيَنْظُرَنَّ قُدَّامَهُ فَلاَ يَرَى غَيْرَ جَهَنَّمَ. فَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ
يَتَّقِي بِوَجْهِهِ مِنْ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ
لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ، فَإِنَّهَا تُجْزئ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ
أَمْثَالِهَا، إلَى سَبْعِ ماِئَةِ ضَعْفٍ» ([1]) صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله، واعلموا أن المعاصي لها عقوبات عاجلة
([1]) أخرجه: هناد في ((الزهد)) رقم (492)، والبيهقي في ((الدلائل)) (2/524).
الصفحة 1 / 538