التحذير من الثقة بالكفار
الحمد لله الذي
حذرنا من الركون إلى الكفار، لما فيه من الأضرار، وأشهد أن لا إله إلا الله، يخلق
ما يشاء ويختار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد الأبرار، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه، المهاجرين منهم والأنصار، وسلم تسليمًا كثيرًا، ما اختلف الليل
والنهار.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله،
واعلموا أن الله سبحانه وتعالى حذرنا من الثقة بالكفار والاطمئنان إليهم، وبين لنا
أنهم لا يريدون لنا الخير، وأنهم يبغضوننا أشد البغض، ويحسدوننا أشد الحسد، وأنهم
لا يألون جهدًا في إنزال الضرر بنا، والقضاء على ديننا، وإرجاعنا إلى الكفر، قال
تعالى: ﴿مَّا
يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن
يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾ [البقرة: 105]، وقال تعالى:﴿وَدَّ
كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ
كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم﴾ [البقرة: 109]، وقال تعالى ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ﴾ [النساء: 89]، وقال تعالى:﴿إِن
يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ
أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ﴾ [الممتحنة: 2]، إلى غير ذلك من الآيات التي تحذر من وضع الثقة
بالكفار وتبين مكائدهم.
فما زال الكفار منذ
بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن يخططون للقضاء على الإسلام
والمسلمين ﴿يُرِيدُونَ
أَن يُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن
يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 32]،
الصفحة 1 / 538