من فضائل شهر رمضان
الحمد لله الذي خص
شهر رمضان بالفضل والإحسان، وجعله موسمًا لنيل العفو والغفران، أنزل فيه القرآن
هدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان، أحمده على نعمهِ التي لا تزال تتوالى على
العباد في كل زمانٍ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أوجب على العباد
صوم شهر رمضان، ليضاعف لهم الأجور ويغفر الذنوب والعصيان، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، كان يخص شهر رمضان بمزيد من الطاعات من صلاة وتلاوة قرآن وصدقة وإحسان،
صلى الله عليه وعلى آلهِ وأصحابه ما تعاقبت الشهور وتوالت الأزمان، وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله
واسمعوا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان فضائل شهر رمضان:
عن سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ خِصَال الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، وَمَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ».
الصفحة 1 / 538