×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في الاستقامة 

الحمد لله رب العالمين، أمر بالاستقامة، ورتب عليها جزيل الثواب، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الوهاب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، الذين تمسكوا بسُنته واستقاموا على دينه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله، واعلموا أن الله سبحانه أمر بالاستقامة عبادهُ عمومًا، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بها خصوصًا؛ قال تعالى: ﴿فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُ [فصلت: 6]، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ [هود: 112]، ووعد المستقيمين بجزيل الثواب؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ١٣ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١ [الأحقاف: 13، 14]].

والاستقامة كلمة جامعة، وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق، والوفاء بالعهد، وهي تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات، فهي من جوامع الكلم؛ ولهذا لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال له: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ» ([1]) رواه مسلم.

فالاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم من غير تعوج عنه يمنةً ولا يسرةً، بحيث لا يزيد عليه ولا ينقص منه، فلا يُشدد ولا يتساهل،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (38).