في الحث على العمل الصالح
الحمد لله ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ
وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ
ٱلۡغَفُورُ﴾ [المُلك: 2]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا تنفعه طاعة المُطيع، ولا
تضره معصية العاصي، لأنه الغني الحميد، يُحصي أعمال عباده، ليُجازيهم عليها، فمن
وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، حث أمته على العمل الصالح ورغبها فيه، وحذرها من العمل السيء، نُصحًا
لها وحرصًا على ما ينفعها، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله،
وبادروا بالعمل الصالح، فإنه لا نجاة لكم إلا به، ولا ينفعكم سواه، وهو زادكم في
الآخرة، وطريقكم إلى الجنة، وهو الذي خُلقتم من أجله، وأُعطيتم المُهلة والصحة
والغنى والفراغ لتحقيقه، فكم من مضيع للعمل الصالح يقول عند الوفاة: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ
أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩ لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ
وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٠٠﴾ [المؤمنون: 99- 100]، فيقال له: ﴿كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ
هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 100] وهيهات.
إن الله سبحانه حث على العمل الصالح في كتابه الكريم في آيات كثيرة، وبأساليب متنوعة، فتارة يأمر به ويوجهُ إليه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ﴾ [المؤمنون: 51]، ﴿وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ
الصفحة 1 / 538