في بيان فضل صلاة الجماعة في المساجد
الحمد لله الذي شرع لنا أكمل الشرائع، ووعد من أطاعه بأوفر الجزاء، وحث على الازدياد من الخير، ورغب في الأعمال الصالحة لتتوفر لعباده سعادة الدنيا والآخرة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي دعا إلى كل خير، وكان أول المسلمين السابقين إليه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كان تنافسهم وتسابقهم في الأعمال الصالحة، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد،
عباد الله: اتقوا الله واعلموا أن من أفضل شعائر الإسلام ومزاياه العظام صلاة الجماعة في المساجد، هذه الشعيرة التي قد خف ميزانها اليوم عند كثير من الناس اتباعًا للشيطان ومجاراة لهوى النفوس الأمارة بالسوء، واقتداء بمن قل خوف الله في قلوبهم من الكسالى والمنافقين. وإنها لخسارة كبيرة أن نرى أعدادًا كثيرةً وجموعًا غفيرةً من الناس في مجتمع المسلمين لا يبالون بصلاة الجماعة، ولا يرتادون المساجد، وهم يسمعون المنادي يدعوهم بأعلى صوته ويقول لهم: «حي على الصلاة، حي على الفلاح» فيعرضون عنه وهم يقولون بلسان حالهم: لا نريد الصلاة ولا نريد الفلاح. أي حرمان أعظم من هذا؟! إن المؤذن يقيم عليك الحجة في اليوم والليلة خمس مرات، والملك يكتب عليك امتناعك عن الحضور ويسجل عليك الغياب في سجلات محفوظة تعرض عليك يوم القيامة وتوضع في ميزان عملك، إنك لو دعيت إلى
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد