في التَّذكر
الحمد لله الذي جعل
الليل والنهار خِلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا، يُجري على عباده فيهما
أنواعًا من الابتلاء والامتحان، فمنهم من يستيقظ ويستدرك ما فرط منه بالتوبة
والاستغفار، فيكون ما جرى عليه سبب خيرٍ له، ومنهم من لا يستيقظ ولا يتدبر ما يجري
عليه، فيكون كالبهيمة تُحبس وتُطلق، ولا تدري لماذا حُبست ولماذا أُطلقت، أحمده
على نعمه الظاهرة والباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله،
واعتبروا بما جرى حولكم من تغير الأحوال.
أيها المسلمون: إن للناس فيما يجري في معترك الحياة لعبرةً وذكرى لمن يعتبر، كما جعل الله نار الدنيا وآلامها وغمومها وأحزانها تذكرةً بنار جهنم، قال تعالى في هذه النار: ﴿نَحۡنُ جَعَلۡنَٰهَا تَذۡكِرَةٗ﴾ [الواقعة: 73]، أي تُذَكِّرَ بالنار الكبرى، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَضُرِبَتْ بِالْبَحْرِ مَرَّتَيْنِ. وَلَوْلاَ ذَلِكَ مَا جَعَلَ اللهُ فِيهَا مَنْفَعَةً لأَِحَدٍ» ([1]) رواه الإمام أحمد في مسنده.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (8753)، وأحمد رقم (7327)، والحاكم رقم (8753).
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد