الخطبة الثانية
الحمد لله رب
العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وعد بعد العسر يسرًا، وبعد الشدة فرجًا، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه الذين تمسكوا بسنته، ونفذوا تعاليمه، ففازوا بخيري الدنيا والآخرة،
وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
عباد الله، إذا كان المهر مشروعًا
في الزواج، فإنه ينبغي أن يكون مقداره بالمعروف، طبقًا لحال الزوج وحال المرأة؛
لأن المقصود بالزواج تحصيل زوج للمرأة تتوفر فيه القوامة عليها، وليس المقصود من
التزويج تحصيل المهر، فالمهر وسيلة لا غاية، فيجب أن يكون في حدود المعقول وحسب
الاستطاعة، ولو كان خاتمًا من حديد، ولو كان دينًا في ذمة الزوج، فلا تكون قلة
المهر أو عدم حضوره حائلاً بين الكفء وبين الزواج.
عباد الله، وإن كان إعداد الوليمة سنة في مناسبة الزواج، فيجب أن تكون في حدود المعقول، فيختار لها الوقت المناسب، والقدر المناسب، بحيث لا تصل إلى حد الإسراف الزائد عن الحاجة، أو تقام في وقت غير مناسب فتبقى أكوام الطعام واللحوم لا مصرف لها إلا أن تلقى في المزابل، وهذا أمر يحرمه الدين، وينفر منه العقل، ولا يرضاه الله ورسوله.
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد