في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الذي رضي
لنا الإسلام دينًا، وأنزل علينا في كتابه نورًا مُبينًا، أحمده على جزيل نعمه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته،
وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، فهدى به من الضلالة، وبصّر
به من العمى، وأتم به النعمة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله حق
تقاته.
أيها المسلمون، إن الله قد بعث
محمدًا صلى الله عليه وسلم بالدين القويم، والمنهج المستقيم، وأرسله رحمةً
للعالمين، وإمامًا للمتقين، وحجّة على الخلائق أجمعين، أرسله على حين فترة من
الرُسل، فهدى به إلى أقوم الطرق وأوضح السُبل، وافترض على العباد طاعته وتعزيره
وتوقيره، ومحبته والقيام بحقوقه، وسد دون جنّته الطرق فلم تفتح لأحدٍ إلا من
طريقه، فشرح له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل الذلة والصغار على من
خالف أمره.
روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ حتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِل رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّة وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1])، وكما أن الذلة
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (1199).
الصفحة 1 / 538