×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في فضل أيام التشريق 

الحمد لله الذي جعل لعباده مواسم يتقربون إليه فيها بأنواع الطاعات ويتطهرون بها من أدران السيئات، أحمده على نعم لا تزال تتوالى على مرّ الأوقات. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وما له من الأسماء والصفات. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أول مُسارع إلى الخيرات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسُنته إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

فيا عباد الله، اتقوا الله واشكروا نعمة الله عليكم حيث هيأ لكم مواسم الخيرات، وشرع لكم من أنواع الطاعات ما يرفع به درجاتكم ويُكفر خطاياكم. ومن ذلك هذه الأيام التي أنتم فيها، وهي أيام التشريق المُباركة؛ وهي أيام منى، أخرج الإمام مسلم في (صحيحه) من حديث نبيشة الهذلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللهِ عز وجل » ([1]). وفي بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في أيام منى مُناديًا يُنادي: «لاَ تَصُومُوا هَذِهِ الأَْيَّامَ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، وَذِكْرٍ لله عز وجل » ([2]). وفي رواية: «أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَصَلاَةٍ» ([3]). وفي رواية أنها هي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها:﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ  [البقرة: 203]. وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر،


الشرح

[1])  أخرجه: مسلم رقم (1141).

([2])  أخرجه: النسائي في ((الكبرى)) رقم (2875)، والدارقطني رقم (33).

([3])  أخرجه: النسائي في ((الكبرى)) رقم (2902).