×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في التحذير من البدع

بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج 

الحمد لله الذي أمرنا بالاتباع، ونهانا عن الابتداع، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في العبادة، كما أنه لا شريك له في الخلق والإبداع، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي أرسله ليتبع ويطاع، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسائر الأتباع وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله، واعلموا أن الله قد أكمل لنا الدين وأمرنا باتباعه والتمسك به؛ قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153]. فكل عمل ليس له أصل في الشرع ولم يقم عليه دليل من السنة فهو من ابتداع المضلّين، وهو من السبل المتفرقة التي تتفرق بمن اتبعها عن سبيل الله. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) وفي رواية: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).

عباد الله: إن البدع تقضي على الدين الصحيح وتحل محل السنن، فقد روى الإمام أحمد بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلاَّ رُفِعَ مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2550)، ومسلم رقم (1718).

([3])  أخرجه: أحمد رقم (16970).