×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في التحذير من تضييع الأوقات

بمناسبة العطلات الصيفية

الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما  بعد:

أيها الناس، اتقوا الله، واعلموا أن الوقت الذي تعيشونه في هذه الدنيا لا يقدر بالأثمان، فاحفظوه فيما ينفعكم في دنياكم وآخرتكم، ولا تضيعوه باللهو واللعب والغفلة، فتخسروا الدنيا والآخرة.

فهذا العمر الذي تعيشه -أيها العبد- هو مزرعتك التي تجني ثمارها في الدار الآخرة، فإن زرعته بخير وعمل صالح، جنيت السعادة والفلاح، وكنت مع الذين يُنَادَى عليهم في الدار الباقية: ﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓ‍َٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ [الحاقة: 24]، وإن ضيعته في الغفلات، وزرعته بالمعاصي والمخالفات، ندمت يوم لا تنفعك الندامة، وتمنيت الرجوع إلى الدنيا يوم القيامة، فيقال لك: ﴿أَوَ لَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [فاطر: 37].

أيها المسلمون، صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جِسْمِه


الشرح