في التحذير من الاغترار بالحياة الدنيا
الحمد لله رب
العالمين، حذرنا من الاغترار بهذا الدار، وأمرنا بالاستعداد لدار القرار، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، المهاجرين منهم
والأنصار.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله، ولا
تغتروا بدنياكم، فقد حذرنا الله ورسوله من الاغترار بالحياة الدنيا غاية التحذير،
فالآيات الواردة في القرآن العزيز في التحذير من الاغترار بها، والتزهيد فيها،
وضرب الأمثال لها، كثيرة؛ كقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا
تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ﴾ [فاطر: 5]، وقال تعالى ﴿وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ
ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185]، وقال تعالى: ﴿فَأَعۡرِضۡ عَن مَّن
تَوَلَّىٰ عَن ذِكۡرِنَا وَلَمۡ يُرِدۡ إِلَّا ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ٢٩ ذَٰلِكَ مَبۡلَغُهُم
مِّنَ ٱلۡعِلۡمِۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ
أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱهۡتَدَىٰ ٣﴾ [النجم: 29، 30].
وروى الإمام البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: «إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6053).
الصفحة 1 / 538