خطر السفر إلى بلاد الكفر
الحمد لله الذي
أعزنا بالإسلام، وأمرنا بالتمسك به حتى نصل إلى دار السلام، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، حذرنا من كل ما يضر بديننا أو يمس كرامته من الأقوال والأفعال، ليكون
لنا هذا الدين عزًا في الدنيا، وسعادةً في الآخرة، فصلى الله وسلم على هذا النبي
الكريم، الذي لم يترك خيرًا إلا دل الأمة عليه، ولا شرًا إلا حذرها منه، رحمة بها
ونصحًا لها، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي به نبيًا عن أمته ودينه.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله،
واحتفظوا بدينكم.
أيها المسلمون: إنكم تعلمون اليوم ما تموج به البلاد الخارجية الكافرة من كفرٍ وإلحادٍ، وانحطاطٍ في الأخلاق والسلوك، فالإلحاد فيها ظاهرٌ، والفساد فيها منتشرٌ، فالخمور والزنا والإباحية وسائر المحرمات مبذولةٌ بلا رادع، ولا وازع، وإذا كان الحال كذلك وأكثر منه، فالسفر إلى هذه البلاد فيه من الخطورة على الدين ما فيه، وأعز شيءٍ لدى المسلم دينه، فكيف يعرضه لهذا الخطر الشديد؟! إن الإنسان لو كان معه مالٌ، وسمع أنه سيعترضه خطرٌ يهدده بضياع هذا المال لرأيته يعمل أعظم الاحتياطات لحفظه، فكيف يعظم في عينه المال ويهون عليه الدين؟!
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد