×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في التحذير من مخالطة الأشرار 

الحمد لله الذي أمر بمصاحبة الأخيار، ونهى عن مصاحبة الأشرار، فقال ﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ [الكهف: 28]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيَّن لعباده طرق الخير ليسلكوها، وبين لهم طرق الشر ليجتنبوها، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، رَغَّبَ في اختيار الجليس الصالح، وحذر من جليس السوء، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

عباد الله: اتقوا الله واعلموا أن الإنسان في هذه الحياة لا يستطيع أن يعيش وحده في عزلة تامة عن الناس، فهو بحاجة إلى مخالطتهم ومجالستهم، وهذا الاختلاط لا بد أن تكون له آثارٌ حسنة أو قبيحةٌ، حسب نوعية الجلساء والخلطاء، ومن هنا تضافرت نصوص الكتاب والسنة على الحث على اختيار الجليس الصالح، والابتعاد عن الجليس السيئ، قال تعالى: ﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥ [الكهف: 28]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ [الأنعام: 68]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ


الشرح