×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في التحذير من الظلم 

الحمد لله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرمًا بين العباد، وتوعد الظالمين باللعنة وأليم العقاب في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، أحمده، يمهل الظالمين ثم يأخذهم أخذًا أليمًا شديدًا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حذر من الظلم، وأخبر أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تمسك بسنته وحكم بشريعته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله، واحذروا الظلم وعواقبه الوخيمة.

عباد الله، كم تسمعون عن مصير الظالمين، وتشاهدون بأعينكم ما حل بهم من العقوبات العاجلة التي أهلكتهم ودمرت ديارهم، ومحت آثارهم، فصاروا أثرًا بعد عين، فليكن لكم بهم عبرة، فإن السعيد من وعظ بغيره.

عباد الله، إن الظلم ثلاث أنواع:

النوع الأول: ظلم بين العبد وبين ربه، وهو الشرك، قال تعالى ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمان: 13]، وهذا النوع لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، قال تعالى:﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ [النساء: 48]، وقال تعالى، ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ ٍ [المائدة: 72].


الشرح