في الحث على صلاة الجمعة وبيان فضلها
الحمد لله الذي جعل يوم الجمعة من أشرف الأيام، وجعله عيد الأسبوع لأهل الإسلام، وأمرنا بالسعي إلى ذكره عند النداء للصلاة فيه وترك الاشتغال بالدنيا لنتفرغ لذكر الله وأداء الصلاة، لننال الفلاح العاجل والآجل. نحمدك اللهم على نعمة الإسلام وهي النعمة الكبرى، ونشكرك اللهم في الشدة والرخاء وعلى السراء والضراء. نشهد أن لا إله إلا أنت، لك الأمر في الأولى والأخرى. ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدك ورسولك الذي قلت له: ﴿فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ﴾ [الأعلى: 9]، اللهم صل وسلم تسليمًا كثيرًا عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله، عباد الله. يوم الجمعة يوم مبارك قد فضله الله على سائر الأيام، واختص به المسلمين من بين سائر الأمم، واختص الله هذا اليوم المبارك بخصائص لا توجد في سائر الأيام:
منها أنه تقام فيه صلاة الجمعة التي هي آكد فروض الإسلام، وهي من أعظم مجامع المسلمين، وهي أعظم «من كل» ([1]) مجمع يجتمعون فيه وأفرضه سوى مجمع عرفة. من ترك صلاة الجمعة تهاونًا بها طبع الله على قلبه، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو اليوم الذي يستحب أن يتفرغ فيه للعبادة. وله على سائر الأيام مزية بأنواع
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد