في تحريم أذية المسلمين
الحمد لله الذي حرم
أذية المسلمين، وأمرنا بأن نكون إخوة متحابين، أحمده على نعمه التي لا تحصى،
وأجلها نعمة الإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك العلام، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، حثنا على التآخي في الدين، وحذرنا من أذية المسلمين، صلى الله عليه
وعلى آله وصحابته، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الأخوة الصادقة، فكانوا غرة في
جبين الزمان، وقدوة لأهل الإيمان، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، قال الله تعالى:﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 58]، وفي هذه الآية الكريمة تحريم أذية المسلمين، وفيها الوعيد عليها، فقد عظم الله حرمة المسلم، وحرم أذيته بالقول أو بالفعل، كأن ينسب إليه ما هو بريء منه، وذلك هو البهتان، أو يساء إليه بأي نوع من الإساءة التي يتأذى بها، والمؤمنون عرضة للأذى في كل زمان ومكان على أيدي أعدائهم من الكافرين والمنافقين والفاسقين، بنشر مقالة السوء عنهم، وتدبير المؤامرات ضدهم، لكن الله سبحانه يتولى عنهم الرد، وينتقم ممن آذاهم، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تعالى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6502).
الصفحة 1 / 538