لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، ولاَ
يَحْقِرُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ
أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ،
وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» ([1]).
وهكذا حرم الله أذية
المسلمين، ومضايقتهم في طرقاتهم، وفي بيوتهم، وفي معاملاتهم، وغير ذلك، فقد رغب
النبي صلى الله عليه وسلم في إماطة الأذى عن الطريق، وقال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ
بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا
قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ
الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ مِنَ الإِْيمَانِ» ([2])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ
قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي الْمُسْلِمِين([3])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ مَرَّ فِي شَيْءٍ مِنْ مَسَاجِدِنَا، أَوْ أَسْوَاقِنَا،
وَمَعَهُ نَبْلٌ (نوع من السلاح)، فَلْيُمْسِكْ أَوْ لِيَقْبِضْ عَلَى نِصَالِهَا
بِكَفيهِ، أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ» ([4]).
أيها المسلمون، إن الطرقات حق مشترك للمارة، وينبغي إفساحها وإزالة الأذى والعراقيل عنها، لكن -مع الأسف- نرى العكس من ذلك، فقد صارت طرقات المسلمين مجمعات للقاذورات والنجاسات والمستنقعات المؤذية، الكل يلقي فيها ما عنده من زبالة وقمامة، بل إن بعض الناس إذا ماتت عنده دابة فأفضل مكان يلقي فيه جيفتها هو طريق المسلمين، وإذا أراد أحدهم أن يقيم بناية استولى على طريق
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2564).