المسلمين، فوضع فيه الحجارة وأكوام التراب
والحديد، وعمق في الحفر، ومنع المسلمين من طريقهم الذي جعله الله حقًا لهم على حد
سواء، لا يمنعهم منه إلا ظالم مستحق للعنتهم. ومن يفعل ذلك لا يبالي، أو يظن أن
البلدية إذا سمحت له، أو تساهلت معه، أو تصالح مع بعض المسئولين فيها بطريق غير
مشروعة - يظن أن ذلك يسقط حق المسلمين عنه؛ إن حق المسلم لا يسقط إلا إذا سمح هو
به، ولو سمعت دعاء المارة وتسخطهم على من سد عليهم طريقهم، لأفزعك ما تسمع، وهذه
الدعوات لا تذهب سدى، لأنها دعوات المظلومين، ودعوة المظلوم مستجابة.
وإذا تركنا أصحاب
البنايات إلى أصحاب السيارات وجدنا جماعات كالوحوش الضارية، همها إزعاج المسلمين
وإلحاق الضرر بهم، فهذا يوقف سيارته في ممر الناس، فيسد الطريق على هذا، ويعرض
الآخر للاصطدام بها، وفريق آخر من أصحاب السيارات يروق لهم أن يرفعوا أصوات أبواق
السيارات فيزعجوا من حولهم من المارة وأصحاب البيوت، وربما يصادف غافلاً فيصيح به
بغتة، فيتأثر وقد يصاب في عقله.
وفريق آخر من أصحاب السيارات تبلغ به السفاهة أن يجعل سيارته أداة للعبث، فيأخذها في اللف والدوران، والتفحيط في الشوارع، وإيذاء المسلمين في مساجدهم وبيوتهم، وتعريضهم وتعريض أولادهم للخطر. إن مثل هذا العابث الهابط سفيه طائش العقل ملحق بالمجانين، فيجب الأخذ على يده، ونزع السيارة من تصرفه، وتأديبه التأديب الرادع حتى يرجع إليه عقله، ويذوق وبال أمره. وإن كان الذي مكنه من