في تحريم شُرب الدُخان
الحمدُ لله الذي أحل
لنا الطيبات، وحرم علينا الخبائث، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نهى
عبادهُ عما يضُر أبدانهم وينقص أديانهم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، نهى أمته عن
كل مُسكرٍ ومفترٍ، حفاظًا على صحتها وحرصًا على سلامتها، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله
واشكروه، إن الله سبحانه قد أغناكم بحلاله عن حرامه، وأباح لكم من الطيبات ما تقوم
به مصالحكم الدينية والبدنية، وحرم عليكم الخبائث، لأنها تضركم، فالتغذي بالطيبات
يكون له أثرٌ حميدٌ في صحة الإنسان وسلوكه؛ لأنها تُغذي تغذية طيبة، والتغذي
بالخبائث يكون له أثرٌ خبيث في الأبدان والسلوك؛ لأنها تُغذي تغذية خبيثة.
ألا وإن من الخبائث التي ابتلي بها مجتمع المسلمين اليوم هذا الدُخان الخبيث، الذي فشى شربه في الصغار والكبار، وصار شُرّابه يضايقون به الناس، ويؤذون به الأبرياء، من غير خجلٍ ولا حياءٍ، بحيث إن أحدهم يملأُ فمه منه، ثم ينفثه في وجوه الحاضرين، من غير احترام لهم ولا مبالاة بحقهم، لأنه يتضايق منه، فيريد التخلص منه ولو آذى به الآخرين، فيُخيم على الحاضرين حوله سحابهٌ قاتمةٌ من الدخان الخانق المُلوث بالريق القذر والرائحة الكريهة، ومصدر ذلك كُله فم المدخن البذيء الذي لا يراعي لمُجالسيه حُرمةً، ولا يُفكر في وخيم
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد