×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 ختامُ الشهر 

الحمدُ لله المُتوحد بالعز والبقاء، الذي قضى بالفناء والزوال على أهل هذه الدار، ليدُلنا بذلك على أن لكُل نازل رحيلاً وانتقالاً، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدُه لا شريك له، أهَلَّ علينا شهر رمضان ليفيض فيه الإحسان على خلقه ويغفر لهم الذنوب ويُضاعف لهم الأعمال الصالحة، ثُم حكم بانقضائه وانتقاله، فمن رابح فيه صار شاهدًا لهُ عند الله بالخير، وشافعًا لديه في تخليصه من العذاب وتمكينه من نيل الثواب، ومن خاسر فيه قد ضيع أوقاته الشريفة ومواسمه العظيمة باللهو والغفلة والتفريط، فصارت حياتُه عليه وبالاً، وصار شهرُ رمضان شاهدًا عليه عند الله بالتفريط والإضاعة، وخصمًا له يُقيم الحُجة عليه عند أحكم الحاكمين بما ضيع من حقوقه وانتهك من حُرمته، وأشهدُ أن مُحمدًا عبدُه ورسوله، حث على اغتنام الأوقات قبل الفوات، وأمر بالاستغفار من التقصير والهفوات، صلى اللهُ عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعدُ:

أيها الناسُ: اتقوا الله، أيها المسلمون هذا شهرُ رمضان قد قرُب رحيلُه عنكم فمن كان منكم مُحسنًا فيه فليحمد الله على ذلك وليُبشر بعظيم الثواب من الملك الوهاب. ومن كان مُسيئًا «فيه» ([1]) فليتُب إلى الله توبةً نصوحًا؛ فإن الله يتوب على من تاب، وليُحسن الختام؛ فإن الأعمال بالخواتيم.


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.