خصائص شهر رمضان المبارك
الحمد لله، يخلق ما
يشاء ويختار، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار. وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله النبي المختار صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، صلاة
وسلامًا دائمين متعاقبين بتعاقب الليل والنهار.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
واشكروه. إن الله سبحانه بعلمه المحيط بكل شيء وبحكمته البالغة يختار ما يشاء من
مخلوقاته فيفضل بعضها على بعض، يفضل بعض البشر وبعض الأمكنة والأزمنة على بعض، ومن
ذلك تفضيله شهر رمضان على غيره من الشهور؛ قال تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ﴾[البقرة: 185]. وقد فصل النبي صلى
الله عليه وسلم خصائص هذا الشهر في الحديث الذي رواه ابن خزيمة والبيهقي عن سلمان
الفارسي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من
شعبان فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ،
شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللهُ صِيَامَهُ
فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ
خِصَال الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى
فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ
شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ،
وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ الرِّزْق، وَمَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ
مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ
أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ». قَالُوا: يا رسول
الله لَيْسَ كُلُّنَا يَجِد مَا
الصفحة 1 / 538