×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في تربية الأولاد 

الحمد لله الذي يمن على من يشاء بالأولاد، ويجعلهم فتنة يتبين بها الشاكر الذي يقوم بحقهم ويصونهم عن الفساد، والمهمل الذي يضيعهم ويتهاون بمسئوليتهم، فيكونون عليه نقمة وحسرة في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحكمة البالغة والحجة القائمة على العباد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حمّل الآباء مسئولية أولادهم، فقال: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1]) صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ [التحريم: 6].

روى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في معنى الآية: اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، ومروا أولادكم بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي، فذلكم وقايتهم من النار. وعن علي قال في معناها: علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم. فالآية تدل على أنه مطلوبٌ من الإنسان أن يعمل بما يبعده ويبعد أهله من النار.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).