في تلاوة القرآن
الحمد لله الكريم
المنان، الذي أكرمنا بالقرآن، والمعجزة المستمرة على تعاقب الأزمان، وجعله ربيعًا
لقلوب أهل البصائر والعرفان، لا يَخْلَقُ على كثرة الرد وتغاير الأحيان، ويسّره
للذكر حتى استظهره صغار الولدان، وضمن حفظه فهو محفوظ بحفظ الله من الزيادة
والتبديل والنقصان، أحمده على ذلك، وعلى غيره من نعمه التي لا تحصى وخصوصًا نعمة
الإيمان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ننال بها الغفران،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حث على تعلم القرآن وتعليمه، والتفكر فيه وتفهيمه،
والعمل بأحكامه، والوقوف عند حدوده، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واهتموا بكتاب الله، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ ٢٩ لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ ٣﴾ [فاطر: 29، 30]، وروى البخاري في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ([1])، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ، مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4740).
الصفحة 1 / 538