في الحث على مُلازمة ذكر الله
الحمد لله القائل في
كتابه الكريم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا ٤٢﴾ [الأحزاب: 41، 42]، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وعد الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أجرًا عظيمًا وثوابًا
جزيلاً، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، كان يذكر الله على كل أحيانه، بجوارحه
وبقلبه ولسانه، ويحُث على ذكر الله، تعظيمًا لشأنه، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وأعوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله
ولازموا ذكره، روى الإمام أحمد عن عبد الله بن بشرٍ قال: أتى النبي صلى الله عليه
وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت على فباب نتمسك به جامع،
قال: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ» ([1]). هكذا يُجيب النبي
صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة الوجيزة الجامعة، هذا السائل الذي بين أنه يشُق
عليه تتبع طُرق الخير لكثرتها، أجابه بأن يُلازم ذكر الله تعالى ويشغل لسانه به.
وقد أمر الله المؤمنين بأن يذكروه ذكرًا كثيرًا، وأن يذكروه قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، وأخبر أن القلوب تطمئنُ بذكره، ويحصل به الفلاح العاجل والآجل، وأنه أعد للذاكرين الله كثيرًا والذاكرات مغفرةً وأجرًا عظيمًا.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3375)، وابن ماجه رقم (3793)، وأحمد رقم (17716).
الصفحة 1 / 538