في فضل العلماء العاملين،
والحث على التعلم منهم
الحمد لله الذي
امتنَّ على العباد، بأن جعل في كل زمان فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون
من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويحيون بكتاب الله أهل العمى، كم من
قتيل لإبليس قد أحيوه، وضال تائه قد هدوه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، يمن بفضله على من يشاء من عباده، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حث على تعلم
العلم وتعليمه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى عظم شأن العلماء من عباده، فقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ﴾ [الزمر: 9]، وقال تعالى ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ﴾ [المجادلة: 11]، وقال صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَْنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» ([1])، والنصوص في هذا المعنى كثيرة.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3641)، والترمذي رقم (2682)، وابن ماجه رقم (223)..
الصفحة 1 / 538