×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في جملة عظات 

الحمد لله الذي جعل الدنيا مزرعةً للآخرة، وميدانًا يتسابق فيه الموفقون إلى الأعمال الصالحة، أحمده وحمدي له من نعمه، وأشكره على جزيل منه وكرمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حث على اغتنام المهلة، والتزود بالأعمال الصالحة قبل النُّقلة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ [آل عمران: 102]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حذر من تضييع الأوقات في الغفلات، فقال: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الْجَنَّةُ» ([1])، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله، واعلموا أن الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي دار المقر، فخذوا من ممركم لمقركم، وتأهبوا ليوم حسابكم وعرضكم على ربكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْكَيِّسُ (أي العاقل الفطن) مَنْ دَانَ نَفْسَهُ (يعني حاسبها) وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الأَْمَانِي» ([2])، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا،


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2450)، والحاكم رقم (7851)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (881).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).