في التحذير من الإسراف والترف
الحمد الله الذي
أنعم ووعد الشاكرين بالمزيد، وتوعد الكافرين لنعمه بالعذاب الشديد، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله،
واعلموا أن نعم الله علينا كثيرة، لا تعد ولا تحصى، ومنها ما أمدنا الله به في هذا
الزمان من الأموال التي فاضت في أيدي كثير من الناس، ولا شك أنها ابتلاء وامتحان من
الله لعباده، سيحاسبون على تصرفهم فيها، إن من أوتي مالاً فقد حمل مسؤولية عظيمة
قل من ينجو منها.
عباد الله، إن من سوء التصرف
في الأموال الإسراف فيها، وهو نوعان:
النوع الأول: إسراف في الإنفاق،
وهو التبذير، قال تعالى: ﴿وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ
وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا ٢٦ إِنَّ
ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ
لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا ٢٧﴾ [الإسراء: 26، 27]، قال ابن مسعود رضي الله
عنه: الإنفاق في غير حق، أما الإنفاق في الحق فلا يعد تبذيرًا.
قال مجاهد: لو أنفق إنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذرًا، ولو أنفق مدًا في غير حق كان مبذرًا.
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد