التحذير من ترك صلاة الجماعة
الحمد لله الذي جعل الصلاة كتابًا موقوتًا على المؤمنين، وأمر بإقامتها والمحافظة عليها وأدائها مع جماعة المسلمين، أحمده على نعمه، وأشكره على جزيل منَّه وكَرَمه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدَه ورسوله، توعد من تخلف عن صلاة الجماعة بأشد الوعيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بسنته وسار على نهجه إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واعلموا أن مقام الصلاة عظيم وقد نوه الله بشأنها في كتابه الكريم، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الفارقة بين المسلم والكافر، وهي عمود الإسلام، والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة.
أيها المسلمون: إن الشيطان يحرص كل الحرص على صرف المسلم عن هذه الصلاة، لعلمه أنه إذا انصرف عنها انصرف عن بقية أحكام الدين من باب أولى، فإنه لا دين لمن لا صلاة له، ولا حظ له في الإسلام، كما قال: «آخِرَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الصَّلاَةُ» ([1]) وإن الشيطان يأتي لصرف المسلم عن هذه الصلاة من طرق كثيرة، فإن تمكن من منعه منها بالكلية فإنه يبذل لذلك كل ممكن، وإن لم يتمكن من منعه
([1]) أخرجه: القضاعي في مسند ((الشهاب)) رقم (216)، والطبراني في ((الكبير)) رقم (7182).
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد