في التحذير من آفات اللسان
الحمد لله، خلق
الإنسان، علمه البيان، ونهاه عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان، أحمده على ما
أولاه من الفضل والإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو
بها دخول الجنان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المؤيد بالمعجزات والبرهان، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الصدق والإيمان، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
وتحفظوا من ألسنتكم، فإن كلامكم محفوظ عليكم، قال تعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾ [ق: 18]، وقال تعالى: ﴿سَنَكۡتُبُ مَا قَالُواْ﴾ [آل عمران: 181]، وقال تعالى: ﴿وَتَقُولُونَ
بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ﴾ [النور: 15]، وقد أمر النبي صلى
الله عليه وسلم بالصمت، إلا إذا كان الكلام خيرًا، قال صلى الله عليه وسلم: «ومَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»
([1])، وقال تعالى: ﴿لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ
أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ
ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 114].
وقال رجلٌ للنبي صلى الله عليه وسلم: دلني على عمل يدخلني الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ هَذَا» وأشار إلى لسانه، فأعاد عليه، فقال: «ثَكِلَتْكَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5672)، ومسلم رقم (47).
الصفحة 1 / 538