في التحذير من التهاون بالصلاة
الحمد لله الذي جعل الصلاة على المؤمنين كتابًا موقوتًا، ووعد من حافظ عليها بجزيل الثواب، وتوعد من تهاون بها بأليم العقاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله جعلت قرة عينه في الصلاة، وكانت آخر ما وصى به أمته عند خروجه من الدنيا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله فيما أوجبه عليكم، تعلمون أن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود الدين، وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة. وتعلمون أن هذه الصلاة شرعت في أوقات معينة لا يجوز تأخيرها عنها أو تقديمها عليها من غير عذر شرعي، كسفر أو مرض يبيحان الجمع بين الصلاتين، قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59]، قال ابن مسعود: ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية، ولكن أخروها عن أوقاتها. وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين: هو ألا يصلي حتى تأتي العصر، ولا يصلي العصر إلى المغرب، ولا يصلي المغرب إلى العشاء، ولا يصلي العشاء إلى الفجر، ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس. فمن مات وهو مصر على هذه الحالة ولم يتب أوعده الله بغي وهو واد في جهنم بعيد قعره شديد عقابه. وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن
الصفحة 1 / 538