ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9]. قال جماعة من المفسرين: المراد بذكر الله: الصلوات الخمس. فمن اشتغل عن الصلاة في وقتها بماله كبيعه أو صنعته أو ولده كان من الخاسرين، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عنه الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ، فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ نَقَصَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ» ([1]). وقال تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4، 5]، قال صلى الله عليه وسلم: «هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا». وأخرج أحمد بسند جيد والطبراني وابن حبان في صحيحه، أنه صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوما فقال: «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلاَ بُرْهَانٌ وَلاَ نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ» ([2]). قال بعض العلماء: إنما حشر مع هؤلاء لأنه إن اشتغل عن الصلاة بماله أشبه قارون فيحشر معه، أو بملكه أشبه فرعون فيحشر معه، أو بوزارته أشبه هامان فيحشر معه، أو بتجارته أشبه أبي بن خلف تاجر كفار مكة فيحشر معه، وروى ابن حبان في صحيحه: «مَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةٌ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» ([3])([4]) وروى الشيخان والأربعة: «الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاَةُ الْعَصْرِ، كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» ([5]) زاد ابن خزيمة في صحيحه: قال مالك: تفسيره ذهاب الوقت. وروى البخاري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (413)، والنسائي رقم (465)، وابن ماجه رقم (1425).