في البحث على لزوم الصدق
الحمد لله الذي أمر
بالصدق في كتابه المبين، وأثنى على الصادقين، فقال سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، أحمده على نعمه
الظاهرة والباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، حثّ على الصدق ورغب فيه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله، واعلموا
أن الصدق صفة حميدة، قد أثنى الله على أهلها، وعدهم بجزيل الثواب، والصدق يكون مع
الله، ويكون مع الناس، ويكون بين العبد وبين نفسه، فقد صح في الحديث عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي
إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَلا يَزَالُ
الرَّجُلَ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ
صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ،
وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَلاَ يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ
وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا» ([1]).
وإنما حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الصدق؛ لأنه مقدمة الأخلاق الجميلة والداعي إليها، كما نصّ على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بقوله: «فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ» والبر اسم جامع لكل خيرٍ وطاعةٍ لله وإحسان إلى الخلق، والصدق عنوان الإسلام، وميزان الإيمان، وأساس الدين، وعلامةٌ على كمال المتصف به، وله المقام الأعلى في الدين والدنيا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2607).
الصفحة 1 / 538