في التحذير من التصوير واستعماله
الحمد لله الخلاق
العليم، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حذر من
مضاهاة خلق الله بالتصوير غاية التحذير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله،
واجتنبوا ما نهاكم عنه.
عباد الله، سيكون حديثنا معكم
عن جريمة «انتشرت في هذا الزمان وتساهل فيها الناس حتى أصبحت أمرًا عاديًا. وهي
جريمة» ([1]) شديدة الإثم، ألا
وهي جريمة التصوير واستعماله، فقد انهمك الناس في هذه المعصية، حتى أصبحت مهنة من
المهن، وموردًا من الموارد التي تُستغل لاكتساب المال، فهيئت لها المحلات في
الأسواق، وكتبت عليها اللافتات بالخطوط العريضة، فقلَّ أن تجد شارعًا من الشوارع
إلا وفيه محلات للتصوير، بل ويكثر أن تجد الصور معروضة للبيع كعرض السلع المباحة،
وكل هذا محادّة لله ولرسوله، وتجشم لكبيرة من كبائر الذنوب دون مبالاة ولا خوف من
الله تعالى.
وها أنا أورد لكم نصوصًا صحيحة صريحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريم التصوير، وتحريم استعمال الصور، والوعيد على ذلك بألوان من
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد