×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في التحذير من فتنة المال 

الحمد لله الذي حول عباده من الأموال ما به تقوم مصالح دينهم ودنياهم، وجعل لتحصيلها وتصريفها طرق شرعها لهم، وبينها لهم وهداهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين ومولاهم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أكرم الخلق وأزكاهم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن هذه الأموال التي بين أيديكم جعلها الله فتنة لكم؛ ليتبين المحسن من المسيء، والمفسد من المصلح، قال تعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ [الأنفال: 28]، وقال تعالى ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ وَرَفَعَ بَعۡضَكُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ [الأنعام: 165].

ففي هذه الأموال فتنة لكم في تحصيلها، وفتنة في تمويلها، وفتنة في إنفاقها:

فأما الفتنة في تحصيلها: فإن الله تعالى شرع لتحصيلها طرقًا معينة مبنية على العدل بين الناس، بحيث يكسبها الإنسان من وجه طيبٍ، ليس فيه ظلم ولا عدوان، فمن الناس من اتقى الله تعالى وأجمل في طلبها، فاكتسبها من طرائق حلالٍ، فكانت بركة عليه إذا أنفق، ومقبولة منه إذا تصدق، وأجرًا إذا خلفها لورثته، فهو غانم دنيا وأخرى. ومن الناس من لم يتق الله ولم يجمل في طلب المال، فصار يكتسبه من أي


الشرح