في التحذير من النفاق
الحمد لله الذي حذر من
النفاق، وأمر بمكارم الأخلاق، وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة تنجي من قالها وعمل
بها من شر يوم التلاق، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه ليتم مكارم الأخلاق، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله، يقول
النبي صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا
خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ واحدةٌ مِنْهُنَّ، كَانَتْ فِيهِ
خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ
أَخْلَفَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ»([1])، رواه البخاري
ومسلمٌ.
النفاق مرضٌ خطيرٌ،
وداءٌ وبيلٌ، وموجب لمقت من الله وعقوبته، فيجب على كل مسلم أن يزن نفسه بميزان
هذا الحديث، ليرى هل هو سالمٌ منه أو واقعٌ فيه.
والنفاق -يا عباد الله-
بتعريفه الجامع هو: إظهار الخير، وإبطان الشر، وينقسم إلى قسمين:
نفاق أكبر، وهو النفاق الاعتقادي، بأن يظهر الإنسان أنه يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن في قلبه الكفر بذلك أو بعضه، وهذا هو النفاق الذي نزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، وأخبر أنهم في الدرك الأسفل من النار، وقد وصف الله هؤلاء المنافقين
([1]) أخرجه: البخاري رقم (34)، ومسلم رقم (58).
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد