×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في التحذير من الرشوة 

الحمد لله الذي جعل لنا في الحلال غنية عن الحرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد من اِتَّقَاه أن يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فله الحمد، يهدي إلى الرشد، ويعد بالرزق، ويفيض النعم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حث على طلب الرزق الحلال، وحذر من الكسب الحرام؛ نصحًا للأمة، وشفقة عيها مما يضرها، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحابته ومن سار على نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله.

أيها المسلمون: إنه يجب على من ولي من أمور المسلمين شيئًا أن يقوم به خير قيام، ويؤديه على الوجه الأكمل؛ لأنه أمانة في عنقه سيُسأل عنها يوم القيامة، فيجب عليه حفظ الوقت واستفراغه في أداء العمل الذي كُلِّفَ به، ويجب عليه العدل بين الناس، وإعطاء كل ذي حق حقه، وأن يكون قويًا في غير عنفٍ، لينًا في غير ضعفٍ، ولا يحابي الأقوياء، ولا يحتقر الضعفاء، بل يكون القوي عنده ضعيفًا حتى يأخذ الحق منه، والضعيف قويًا حتى يأخذ الحق له، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لبعض ولاته: (آس بين الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك، حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييأس ضعيف من عدلك، وإياك والغضب والقلق والضجر، والتأذي بالناس، والتنكر عند الخصومة، فإن القضاء في مواطن الحق مما يوجب الله به


الشرح