الأجر، ويحسن به
الذكر، فمن خلصت نيته في الحق -ولو على نفسه- كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن
تزين بما ليس في نفسه شانه الله، فإن الله لا يقبل من العباد إلا ما كان خالصًا)
انتهى كلامه رضي الله عنه.
أيها الموظف، اعلم أنه قد اشتري
منك وقتك للمسلمين، في مقابل ما تتقاضى من المرتب الذي يصرف لك كل شهرٍ، واشتري
منك عملك الذي تقوم به في هذا الوقت، فكل دقيقة تمضيها في غير العمل الذي كلفت به
فإنك تتقاضى في مقابلها مالاً حرامًا، وكل عمل خارج عما كلفت به فإنك خنت فيه
الأمانة، وستحاسب عنه يوم القيامة، وكل مالٍ أخذته من الناس في مقابل إنجاز
أعمالهم التي كلفت بإنجازها بحكم وظيفتك، فإن هذا المال رشوة حرام وسحت وظلم،
واسمع ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الوعيد على ذلك:
روى أبو داود،
والترمذي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، عن ابن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي. وخرج الطبراني بإسناد جيدٍ عن ابن عمرو
أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي فِي
النَّارِ» ([1]) وروى أحمد عن ثوبان
رضي الله عنه قال: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ
وَالرَّائِشَ»([2])، يَعْنِي: الَّذِي
يَمْشِي بَيْنَهُمَا.
وروى الطبراني بإسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنهما، قال: الرشوة في الحكم كفر، وهي بين الناس سحت. وروى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ وَلِيَ عَشَرَةٍ فَحَكَمَ بَيْنَهُمْ بِمَا أَحَبُّوا وَبِمَا كَرِهُوا، جِيءَ بِهِ مَغْلُولَةً يَده، فَإِنْ عَدَلَ، وَلَمْ يَرْتَشِ، وَلَمْ
([1])أخرجه: البزار رقم (1037)، والطبراني في ((الصغير )) رقم (58).