في الحث على النصيحة
الحمد لله، أمر
بالتعاون على البر والتقوى، وحث على الاستمساك بالعروة الوثقى، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وإليه المآب والرُجعى، وأشهد أن مُحمدًا عبده ورسوله،
حث على التعاون على الخير، والنُصح لكل مسلم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن
تبعهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى
وأطيعوه، واعلموا أن بذل النصيحة فيما بينكم من أهم ما يجب عليكم، فقد روى الإمام
مسلم في صحيحه عن أبي رُقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» (ثلاثًا) قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ
اللهِ؟ قَالَ: «لِلهِ عز وجل، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ
الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ» ([1]).
عباد الله: إن معنى
النصيحة في اللغة: الخلوص، فالشيء الخالص من الشوائب يُسمى ناصحًا. والمرادُ بها
هنا هو عناية القلب للمنصوح له، وخلوصه من الغش، وهي كما سمعتم في الحديث أن الدين
النصيحة، فهي تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان؛ لأن الدين يشمل هذه الأنواع
الثلاثة، فهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم.
وقد وردت بمعناه أحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لاَ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُمْسِ وَيُصْبِحْ نَاصِحًا لِلهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (55).
الصفحة 1 / 538